تنتظر المؤسسات السياحية في السلطنة الحصول على مزيد من التحفيز والدعم في إطار الاهتمام الذي يبديه القطاعان العام والخاص لقطاع السياحة الذي يعد اليوم واحدا من القطاعات الخمسة المهمة في استراتيجية السلطنة نحو التنويع الاقتصادي. فقد تم اختيار هذا القطاع ضمن برنامج «التنفيذ» الذي تم بدأ العمل به منذ العام الماضي. ومن هذا المنطلق قامت وزارة السياحة مؤخرا بإطلاق «برنامج جوائز عمان للسياحة» بالشراكة مع جريدة الرؤية بهدف تقديم مزيد من التحفيز للمؤسسات والأفراد والجهات العاملة في القطاع السياحي وما يمت به، والعمل على تنميته لتحقيق مزيد من النتائج الإيجابية للاقتصاد الوطني مستقبلا.
وتعد جوائز التميز السياحي التي تتبناها الوزارة حاليا من أهم الأحداث التي ينتظرها أصحاب الصناعة السياحية في البلاد نظرا للمقومات السياحية المهمة التي تتمتع بها البلاد في الجانب الثقافي والجغرافي والبيئي واللوجستي والتراثي، بالإضافة إلى تعزيز أعمال المؤسسات والشركات السياحية والفندقية والمنشآت العاملة في مجال الضيافة والإيواء والإطعام وغيرها من المؤسسات الأخرى التي تقدم الخدمات السياحية والثقافية للقادمين إلى السلطنة، الأمر الذي سوف يؤدي إلى مزيد من الأداء والإنتاجية والعمل على تقديم جودة المنتجات والخدمات المقدمة للسائح. كما أن هذه الجوائز سوف تحقق المزيد من الأهداف التي نسعى إليها وهي تعزيز مفهوم التنافسية لتحفيز عملية التطوير والتحديث في القطاع السياحي، والارتقاء بالخدمات السياحية في كافة المحافظات العمانية مع ضمان وتقديم خدمات سياحية متميزة. ومن النتائج الإيجابية التي سوف يحققها هذا البرنامج هو نشر الوعي بثقافة التميز في الخدمات والمنتجات المقدمة للسياح، بالإضافة إلى طرح أفضل الممارسات لضمان الاستثمار والاستفادة من تبادل الخبرات في إدارة الأعمال والأنشطة المرتبطة بهذا القطاع، وكذلك تعزيز دور المؤسسات التي تشرف على القطاع السياحي. كما يهدف هذا العمل إلى ترقية الخدمات وتحفيز الجهات والأفراد العاملين في هذا القطاع لا سيما أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الداخلين إلى هذا القطاع. والكل يأمل منهم بأن تعطى لهم الفرص في خدمة الوطن من خلال هذه المؤسسات المعنية التي تدار معظمها حاليا من قبل الأيدي العاملة الوافدة في البلاد. فهده المؤسسات يمكن لها أن تشكّل مكانا لتشغيل المزيد من العمانيين مستقبلا، مع تمكينهم بأن يكونوا نواة في تطبيق المعايير وإجراءات التميّز التي يمكن من خلالها تقديم أرقى الخدمات والمنتجات السياحية بالبلاد.
إن مبادرة وزارة السياحية بطرح برنامج لجوائز عمان السياحية تأتي في إطار اهتمامها المتواصل لتحقيق الأهداف المرسومة للاستراتيجية الوطنية للسياحة، الأمر الذي سوف يساهم في تحفيز الأفراد والفنادق والشركات، للتنافس على تقديم أرقى الخدمات وأفضل الحزم والعروض السياحية وفق تأكيدات المسؤولين في هذه الوزارة، ووفق المعايير التي تتطلب اعتمادها في هذا القطاع بهدف جذب المزيد من السياح إلى البلاد، لكي يصبح قطاع السياحة قطاعا مستداما في المنظومة الاقتصادية للسلطنة.
فالكثير من الدول سبقتنا في تقديم جوائز التميز السياحي لما لها من أثر إيجابي في دعم الحركة السياحية والثقافية، وفي تحفيز عملية تطوير الأسس والنظم والآليات، بالإضافة إلى تطوير أنظمة العمل والارتقاء بها، بجانب تعزيز الإنتاجية في المؤسسات السياحية والارتقاء بمستوى الخدمات لأفضل المستويات التي يمكن العمل بها. ومن هذا المنطلق تحرص وزارة السياحة والعاملين بها على دعم هذا القطاع الواعد الذي يواصل مسيرة النمو بشكل متسارع، وبنسب متزايدة عن السنوات الماضية، على الرغم من الظروف التي يمر بها العالم من تحديات مناخية وبيئية واقتصادية وجيوسياسية وفق ما أشار إليه السيد عادل بن المرداس البوسعيدي مستشار الشؤون السياحية بوزارة السياحة بذلك، مؤكدا أن قطاع السياحة لا يزال شريانا ينبض بالعائدات على اقتصادات العديد من بلدان العالم، والتي استطاعت أن توظف قدراتها البشرية ومقوماتها الطبيعية وإمكانياتها الحضارية وإرثها التاريخي وإنجازاتها المعاصرة. إن هذا الأمر يدفع الجميع إلى التكاتف والتعاون لمواجهة التحديات عبر التميز في العمل والابتكار في تنويع الطرق والأدوات الداعمة للجذب السياحي وتحقيق قيمة محلية مضافة، والحصول على الحصة المناسبة من السياح الذين يجوبون العالم سنوياً بحثاً عن وجهات تناسب احتياجاتهم، وتلبي رغباتهم. فالسلطنة – كما هو معروف عنها- تزخر بالعديد من المقومات السياحية التي تؤهلها لتكون أحد أبرز الوجهات السياحية، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على الصعيد العالمي، وهذا لا يتأتى إلا بزيادة الجهد ومضاعفة العمل للاهتمام بجميع الأنشطة المرتبطة بالسياحة، وفي المقدمة قطاع الضيافة والترفيه وتنظيم الجولات السياحية، إضافة إلى البنية الأساسية من الخدمات.
المصدر: جريدة جند عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق